زيارة السيد الرئيس
ولا شك أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإريتريا تؤكد اهتمام مصر بتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية بما يحقق مصالح دول المنطقة. ولهذه الزيارة دلالات كثيرة وأهمية استراتيجية في ظل الأحداث الجارية بالمنطقة، وكون منطقة القرن الأفريقي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
ولا شك أيضًا أن القمة الثلاثية التي جمعت زعماء مصر وإريتريا والصومال تهدف إلى تأمين منطقة باب المندب، كما تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إثيوبيا مفادها أن أرض الصومال ستعود إلى الصومال وستكون وحررها الجيش الصومالي بعد تزويده بالسلاح. أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمه للحرب على الإرهاب في الصومال والحفاظ على وحدته. وسلامة أراضيها. هذا بالنسبة للصومال. أما إريتريا فإن التعاون مع مصر يهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين البحر الأحمر، وتحديداً مضيق باب المندب، على مسافة 16 كيلومتراً عند مدخل المضيق، والهدف هنا هو تأمين المضيق وعمقه.
وهذا يعني أن مصر لن تخوض حروباً بل هناك تدريب للجيش الصومالي وإمداده بالسلاح.. أي أن الدور المصري في الصومال وإريتريا يقتصر على تطوير جيشي البلدين حتى يتمكنا من المواجهة. المخاطر والتحديات.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد أصبحت أهمية الزيارة واضحة في تحفيز التعاون التجاري بين مصر وإريتريا وزيادة فرص الاستثمار نظرا لما تتمتع به إريتريا من موقع استراتيجي مهم على البحر الأحمر، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي. المنطقة، وخاصة السودان وإثيوبيا. وكان أحد أهداف الزيارة هو التعاون لمواجهة الإرهاب. وتهريب الأسلحة.
كما جاءت زيارة الرئيس للحفاظ على دور مصر الرائد ومواجهة تحديات المنطقة.
كلمة أخيرة دور مصر الرائد والتاريخي في المنطقة يمتد لآلاف السنين، وستظل مصر الداعم الرئيسي لاستقرار الشرق الأوسط والتوازن في المنطقة، والجولات المكوكية للرئيس عبد الفتاح السيسي والدور الكبير الذي تلعبه الدبلوماسية المصرية التي هدفها الأول والأخير نشر السلام والحفاظ على مقدرات الدول. المنطقة ووحدة أراضيها ومكافحة الإرهاب ومواجهة محور الشر في القرن الأفريقي. ولن تدخر مصر جهدا في القيام بدورها المنوط بها من أجل الحفاظ على حقوق الشعوب في الاستقرار وإنهاء بؤر الصراع في المنطقة.